الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية كاااملة للكاتبة إلهام رفعت

انت في الصفحة 18 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


مفهومة لم تخشاها اسماء كما السابق لا تعرف لماذا ولكن ربما زواجها من فؤاد منحها جرعة ثقة في نفسها طال الصمت لتكسره اسماء بنبرة عاقلة 
انا جاية لمارية علشان اعزمها على فرحي انا وفؤاد 
لاحظت راوية محوها للألقاب وابتسمت بشدة لم تعلق على ذلك ورد مشيرة بيدها للأعلى 
اتفضلي اطلعيلها واقعدي براحتك 

تعجبت اسماء تغييرها معه وفطنت ذلك كونها ستتزوج من فؤاد اعطاها هيبة من الآن ابتسمت لها ثم صعدت للاعلى وسط نظرات راوية التي تبتسم ساخرة في حين لفت انتباه اسماء اثناء سيرها في الرواق المؤدي للغرفة تلك الفتاة التي ولجت احدى الغرف شبهت عليا فليست المرة الأولى تراها فقد ارشدها قلبها وعقلها بأنها قابلتها قبل مرة ولم تتذكر أين مطت شفتيها بعدم اهتمام واستدارت لتكمل طريقها 
دثرته مارية جيدا وتركته يغفى لبعض الوقت قبلت جبهته بهدوء وتطلعت عليه مبتسمة بحزن فكانت ستخسره وهي السبب تنهدت لتلوم نفسها فقد خدعهم والدها جميعا ارتدى قناع الطيبة أمامهم وجهل من حوله شخصيته الحقيقية المنكودة بداخله شعرت بالأسى على والدتها قبل كل شيء فهي لا تعرف حقيقته لتمحي ذلك الإنتقام بداخلها فكرت في نفسها اخبارها ولكن تعلم بأنها لن تتحمل وربما يصيبها ما تخشاه وتخسرها احتارت مارية في اخبارها او من عدمه كون والدتها تعشق والدها اقنعت نفسها بأن كتمانها للأمر هو الحل الصواب الآن وربما مع الوقت تتناسى كل شيء وترتضي بالأمر الواقع اخرجها من شرودها صوت طرقات على الباب على الفور نهضت مارية كي لا يفيق عمار اثر تلك الأصوات فهو بحاجة للراحة توجهت لفتح الباب وإذ بها اسماء تأتي إليها لتتفاجئ بوجودها ضم الإثنان بعضهما بمحبة واشتياق فلم ترها منذ فترة ابعدتها مارية لتنظر لها وتقول بنبرة مشتاقة لائمة 
كدة يا اسماء متجيش تشوفيني مش عارفة اني بحبك 
ابتسمت لها اسماء لتقول بحماس 
انا مش بس جاية اشوفك انا جاية اخدك معايا 
انفرجت شفتي مارية فرحة بأنها سترى والدتها نظرت لها وتذكرت أنهن على الباب ادارت رأسها لعمار وخطفت نظرة اطمئنان علية ثم عاودت النظر لها قالت وهي تدفعها للخارج وهي معها 
تعالي نقعد في البلكونة اللي برة نتكلم براحتنا علشان عمار نايم 
اومأت اسماء برأسها وتعجبت في ذات الوقت اهتمامها بأمره فكما اخبرتها بأن علاقتهم ليست على ما يرام بينما اوصدت مارية الباب من خلفها تاركته يرتاح قليلا توجه الإثنان إاى الشرفة وجلسن على المقاعد بداخلها همت اسماء بالحديث لتسألها بشغف 
عاملة ايه مع عمار شكلك بيقول أنك انتي وهو حلوين 
استحت مارية وردت بإماءة خفيفة من
رأسها والفرحة تكسو طلعتها
أنا وعمار حلوين قوي قوي خلاص مبقتش بفكر انتقم منه هو حبيبي وكل حاجة عندي 
نظرت لها اسماء بذهول وهي تسأل نفسها ماذا حدث لتتغير هكذا فابتسمت مارية حينما رأت معالم الدهشة على وجهها وضحت مارية بمفهوم جاد وهي تأخذ حذرها بعدم تدنيس اخلاق والده فهو وسيظل امام الجميع والدها فلتتكتم على الامر الآن فقد ذهب إلى طريق اللا رجوع 
عمار شرحلي أنه مكنش بإرادته ابوه هو اللي غصبه على كدة هدده پالقتل لو معملش كدة وبصراحة كدة ابوه معذور بابا قتل اخته فعلشان كدة اخد بتارها 
تستمع لها اسماء بعدم اقتناع وايقنت أن بالأمر ما هو مضمر عن انظار الجميع لكشفه بينما اهتزت نظرات مارية نحوها مرتبكة لا تريد ڤضح السبب الرئيسي لما حدث وادركت عدم اقتناعها بذلك نظرت لها مبتسمة بصعوبة واردفت لمغايرة الموضوع 
مش هتباركيلي يا اسماء 
انتبهت لها اسماء وحملقت فيها بعدم فهم فاستأنفت مارية بابتسامة ذات مغزى وهي تضع يدها على بطنها المسطح
أنا حامل 
شهقت أسماء وهي تنظر لها پصدمة رددت بعدم تصديق
بجد يا مارية انتي حامل ! 
اومأت برأسها وردت مؤكدة بنبرة هادئة رغم فرحتها الجارفة
حامل في شهر يعني من وقت ما اتجوزت
فرحت أسماء لها وتمنت صلاح حالها تبدلت تعابيرها فجأة لتتذكر أمر والدتها فماذا عنها إن علمت تعجبت مارية منها واستفهمت 
ايه يا اسماء بتفكري في ايه 
نظرت لها ضاغطة على شفتيها لبعض الوقت عقدت بين حاجبيها لترد عليها بتردد 
والست فريدة هترضى بكدة انتي عارفة انها وافقت تخليكي تيجي هنا علشان بس ټنتقمي دي لو عرفت ه 
بترت اسماء بقية حديثها لا تريد اثارة ريبتها من والدتها إن علمت فهي لن تتقبل بسهولة او بالأحرى لن تتقبل نهائيا الأمر وعن مارية شردت في حديثها فهذا ما كانت تفكر فيه قبل أن تأتي تنهدت بأسى وردت عليها بنبرة باتت حزينة 
هعمل ايه يعني مش بإيدي يا اسماء انا بحب ومقدرش اضيع حبيبي ابو ابني اللي جاي علشان 
لم تستطع مارية إكمال جملتها فقد اعهدت نفسها بأن تضمر السبب بداخلها استطاعت هي تفهم القصة وتأقلمت معها وتناستها لتكمل حياتها معه بسلام كما تمنت من قبل فماذا عن البقية تنهدت بضيق ونظرت لها وقالت بتنبيه حاد 
اوعي يا اسماء تقولي لحد على اللي بيني وبين عمار لأي حد ماما لو وصلها الخبر مش بعيد تقتلني انا راضية بحياتي مع عمار ومش عايزة اخسره او اضيع ابني مني 
انصتت لها اسماء بتفهم فهي عاشقة مثلها وتفهم عليها تصنعت ابتسامة وقالت بامتثال 
خلاص يا مارية مش هقول لحد 
صمتت لتتابع بنفاذ صبر ونبرة حالمة 
ويلا بقى قومي جهزي نفسك علشان الست فريدة مأكدة عليا تيجي انا ماصدقت فؤاد هيكتب كتابنا النهاردة 
صعد مكرم للأعلى للإطمئنان عليه بعدما علم بمجيئه اليوم عرج لغرفته ولكن اثناء سيره وجدها تتقدم منه بهيئتها الهادئة التي طالما احبها ساقته قدماه ناحيتها وهو هائما فيها وزائغا في لقائه الأول بها فكم كره ابن عمه حينما يجده يدخل الغرفة عليها لتطارده هواجس اقترابه منها ومبادلتها الحب له لم يبين مكرم حبه لاحد لفارق العمر بينهم حيث تكبره منى بعامين تحمل ذلك متمنيا لها السعادة كان هناك ما جعله يكن الكره لعيسى حين علم بتطاوله عليها بالضړب ومعاشرته لهؤلاء النسوة الاقل منها شأنا وجد أن قټله مستباح فقد ساعد عمار في التخطيط لقټله بطريقة غير مباشرة وذلك بعدما دس عمار الافكار السامة في فكر شركائه لينهوا امره بنفسهم دون ان يلوثا أيديهم بدمائه لم ينتبه لعقله الذي شرد مجرد رؤيتها في أنها واقفة امامه وتنظر له بتعجب وعي مكرم لنفسه وابتسم بعذوبة جعلت منى تسأل نفسها ما به حدثته بمعنى 
على فكرة أنا كنت عند عمار هو صحي لو جاي تشوفه 
تجاهل هذا الحديث الغير مجدي ليتناول مناقشة حديثه هو الهام قال بنبرة والهة
عرفتي بالقرار اللي اخده عمي بخصوصي انا وانتي 
كانت منى تعلم به ولكن لم تهتم كثيرا ففارق العمر جعلها لا تستمتع بالأمر كونها تتمنى الزواج شأنها شأن أي امرأة ولكن في حالتها وجدته مجرد زواجا عاديا تنهدت لترد بعقلانية 
عندي علم وعلشان كدة مش عايزاك تشيل هم حاجة جوازي منك هيبقى على الورق ولو حبيت تتجوز انا معنديش مانع 
نظر لها بعدم رضى وظهر الحزن على قسمات وجهه بينما استطردت منى بنبرة متفهمة 
ومش عايزاك تقلق يعني لو مفكر أن بابا ممكن يعارض تعمل كدة متخافش انا كلمته وهو قال زي ما احب طالما مش هتضايق لو اتجوزت عليا 
صر مكرم أسنانه وكلحت ملامحه فلم يعجبه ما تفوهت به أو حتى تفكيرها بأنه لا شيء مجرد زواج عابر فقط دنا منها بشدة فشهقت باضطراب ونظرت له بتوتر قال هو بجدية منزعجة 
ومين قالك أن انا هتجوز عليكي ولا حتى جوازي منك هيبقى على الورق وان أنا متضايق اني هتجوزك 
ارتبكت منى من حديثه الجريء معها قالت بنبرة مهزوزة
انت اټجننت ازاي تفكر أني ممكن اخليك تلمسني أنا أكبر منك ومش هسمح بده 
ظهر الإرتباك عليها فابتسم فمهما اخفت رغبتها بزواج تام لن تقدر على تمنيها لذلك رد مكرم بنبرة واثقة 
ابقي امنعيني ألمسك اول ما تخلصي العدة بتاعتك تاني يوم هتبقي مراتي وجوازي منك هيبقى كامل 
اقشعر جسد منى وتوترت بشدة في حين وقف الأخير امامها يمرر انظاره على جسدها بمغزى ثم تطلع على هيئته هو الآخر وسخر بشدة
وفرق عمر أيه اللي بتتكلمي عنه بصي لجسمي وجسمك انا قدك عشر مرات 
تأملت منى بنيانه بشرود ونظراتها اللعېنة ټقتلها على النظر له اتسعت ابتسامة مكرم الماكرة واكمل بنبرة موحية 
يلا روحي جهزي نفسك من دلوقتي علشان لما نتجوز 
قال جملته وابتسامته الخبيثة لم تفارق وجهه ثم تركها خلفه مصډومة مرتبكة حين تفهمت مقصده ازدردت ريقها وهتفت بنبرة متذبذبة خفيضة 
قليل الأدب 
ثم صمتت لتتذكر حديثه معها لما تنزعج منه فقد احبت ذلك منه ابتسمت منى بأنه لم يمانع في العيش معها رغم مجموعة العوارض التي تبغضها هي كونها اكبر منه ولديها أولاد من الآخر اغمضت عينيها بهيام شديد ولكن لم يدم طويلا حيث افزعها بصوته 
انتي لسة واقفة متروحي يلا 
انتفضت منى موضعها وتحركت موضعها لا تعرف اين تذهب فضحك مكرم عليها لم تجد أمامها سوى الركض لغرفتها لم يبتعد مكرم حين تركها ووقف يتأمل تأثير كلماته عليها بابتسامة سعيدة أراد أن يخرجها من شرودها ليخبرها بأنه استشعر رغبتها هي الأخرى في زواج حقيقي بينهم حين ناداها وافزعها تنهد بحبور حين رحلت مجرد أنه امرها بذلك وابتسم انتبه لسبب مجيئه والټفت ناحية باب جناح عمار طرق الباب عدة
مرات وانتظر أن يسمح له بالدخول 
في نفس التوقيت بالداخل انتهت مارية من ارتداء ملابسها وسط نظرات عمار المتيمة بها وابتسامته الجانبية مع ظلام عينيه الذي اوضح تمنيه لها كانت تشعر مارية بنظراته نحوها وهذا ما اسعدها هو حبه الذي لم يقل رغم ما افتعلته معه كل ذلك جعلها الآن تزداد عشقا له
لو مفكر انك سامحتني علشان اللي عملته معاك فانت مش لوحدك اللي بتضحي أنا مش قادرة انسى لما كنت بتمد ايدك عليا وت 
لم تكمل جملتها لشعورها بالإحراج في حين تطلع عليها الأخير بنفس نظراته الغامضة وتجاهل كل هذا بل اعتدل ليجذبها ناحيته لترتمي على صدره شهقت مارية وهي تنظر له بتوتر وضع الأخير يده خلف رأسها وتوغل باصابعه داخل شعرها وثبتها ليصبح وجهها مقابل وجهه قال بمكر اربكها 
يعني عايزة تفهميني أنك مكنتيش بتبقي مبسوطة معايا 
ازدردت مارية ريقها بتوتر جم وهي تنظر له بأعين مهزوزة مرتبكة من نظراته نحوها ردت نافيه بنبرة متزعزعة
لأ انت كنت 
صمتت لأنها ستكذب وغير مقتنعة بما ستتفوه به في حين اتسعت ابتسامة الأخير ليكمل هو بمكر اشد 
كنت ايه يا حبيبتي
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 25 صفحات