الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية كاااملة للكاتبة إلهام رفعت

انت في الصفحة 19 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

 

اجفلت عيناها وذابت بين يديه التي تدلك مؤخرة رأسها بطريقة لطيفة جعلتها تغمض عينيها قالت باندهاش
الرقة مش لايقة عليك 
ضحك الأخير وردد بنفي كاذب
لأ أنا رقيق ومتنكريش انك بتحبي كدة 
ازاحت يده الممسكة بها واعتدلت كادت أن ترد عليه ولكن طرق الباب جعلها تصمت قال عمار بانزعاج 
مين 
اجابه مكرم من الخارج 

أنا مكرم يا عمار جيت اطمن عليك 
نظرت له مارية لتهمس بتشفي 
أحسن خليك بقى قاعد معاه وأنا همشي أنا 
ثم استدارت لتحمل حقيبتها الصغيرة تتفحصها لتتهيأ بالذهاب تتبعها بنظرات تتوعد لها كز على اسنانه ورد بحنق ليس عليها بل على مكرم 
تعالى يا مكرم خش اطمن عليا 
ولج مكرم متنحنحا باحراج ونكس بصره للأسفل ابتسمت مارية وحدثته بلطف 
اتفضل يا مكرم انا كنت خارجة خد راحتك 
رفع بصره نحوها واختلس نظرة ورد عليها بابتسامة خفيفة 
ربنا يحفظك يا مارية 
نظر لعمار وتابع 
جيت اطمن على عمار اصلي مشفتوش من وقت ما كان معاكي انبارح 
رد عليه عمار بصلابة وهو يشير له بأن يتقدم ناحيته 
تعالى يا مكرم اقعد كنت عايز اتكلم معاك 
اومأ برأسه وتقدم منه بينما قالت مارية وهي تهم بالخروج 
طيب انا همشي انا بقى يا عمار 
رد محركا رأسه بمعنى لا مشكلة 
روحي بس متتأخريش 
زمت شفتيها ولم ترد بل دلفت للخارج وتعقب خروجها متنهدا بعمق وجه بصره لمكرم الذي استفهم بجهل
انت هتسمحلها تروح هناك 
رد عمار بعدم فهم 
قصدك ايه عايزني امنعها تروح تشوف امها 
رد مكرم بتردد 
يعني انا بس بسأل علشان لو وصلهم خبر انكم بقيتوا كويسين كمان مرات عمي قالتلي انها حامل 
نظر له عمار بتعابير مقتطبة رد بنفي 
لا محدش يعرف مافيش غيرك انت وماما ومنى بس اللي نعرف ومحدش فينا هيقول 
اطمأن مكرم وقال بحبور 
طيب الحمد لله 
تأفف عمار ليسأله بتجهم 
صحيح قبضوا على اللي قتل عيسى 
ارفدت مارية لفيلة والدتها ويعلو محياها ابتسامة فرحة كونها سترى اليوم والدتها فكم استوحشتها في الفترة الغابرة ولجت مارية للداخل وهي تتجول بانظارها على اركان الفيلا باشتياق قابلتها اسماء التي تنتظر قدومها واحتضنتها ابعدتها مارية لتقول بنبرة محببة 
مبروك يا اسماء محدش هيجهزك النهاردة غيري يا عروسة 
ازدادت فرحة اسماء وردت بامتنان 
ربنا ما يحرمني منك يا رب 
قطع حديثهم والدتها التي تقف في الأعلى واعينها الجامدة عليها تكاد تفتك بها تأنت فريدة للوقت المناسب وقالت مزيفة ابتسامة سعيدة باشتياق مصطنع 
مارية بنتي تعاليلي يا حبيبة امك 
رفعت مارية بصرها للأعلى لتنظر لوالدتها بحب وابتسامة فرحة لرؤيتها تركت اسماء وتحركت لتصعد لها في نفس الوقت رسمت فريدة التلهف لرؤيتها وتحركت هي الاخرى من موضعها لتقابلها فاردة ذراعيها وصلت مارية لترتمي في احضان والدتها الدافئة واغمضت عينيها باستكانة تامة فهي والدتها ولا يوجد ما يضاهي حضڼ الأم في حين ضمتها فريدة لها بقوة ولكن ليس لإشتياقها لها بل تريد اعتصارها لخلفها وعدها لها وتناسيها امر والدها المغدور كما تظن هي باتت نظرات الڠضب تتجمد في عينا فريدة فاليوم سينتهي كل شيء بالتأكيد كي ترتاح هي ويرتاح زوجها الذي غدرت به ابنتها قبل الجميع بعد فترة من ضمھا لها ابعدتها فريدة لتنظر لها وتسألها بلهفة زائفة 
عاملة اية يا حبيبتي وحشتيني قوي 
ابتسمت لها مارية لتقول بحب جارف صادق 
انتي اكتر يا امي انا مبسوطة قوي اني جيت النهاردة علشان اشوفك بس 
ابتسمت لها فريدة بتصنع وردت 
علشان كدة قولت لاسماء تجيبك النهاردة لأنك وحشتيني قوي وكمان لما اتجوز عليكي البت دي عرفت انك مش بتخليه يقربلك علشان كدة اتجوز حبيبة امك يا مارية 
ازدردت مارية ريقها وتوترت بينما كانت تتعمد فريدة ان تتحدث هكذا لتجعلها تطمئن لها شحذت مارية ثقتها بنفسها وقامت بمسايرة الموضوع كي لا ترتاب في امرها دنت منها مارية وطبعت قبلة على وجنتها وابتعدت لتقول بتمني
ربنا ما يحرمني مني يا ماما 
لم يعجبها حديثها فمهما فعلت ستظل على وتيرتها القاسېة للتخلص من قاټلي زوجها ولو حتى الاقرب إليها ردت فريدة عليها بنبرة جادة ذات مغزى
المهم دلوقتي ادخلي اوضتك ارتاحي اوضتك موحشتكيش ولا اية 
ردت مارية بابتسامة شغوفة وهي تنظر لها بأعين تلمع فيهما السعادة
دي وحشتني قوي يا ماما 
ردت فريدة بابتسامة زائفة وهي تشير لها بمكر داخلى 
طيب ادخلي ارتاحي علشان يهمني تبقي كويسة 
ابتسمت لها مارية وتركتها متجهة لغرفتها تتعبتها فريدة بنظراتها الجامدة إلى أن ولجت داخلها ادارت رأسها لتجد والدة اسماء تحمل بيدها شيء ما اشارت لها فريدة بأن تأتي ناحيتها اطاعتها الأخيرة وتقدمت منها وقفت سوسن امامها فحدثتها فريدة بنبرة ممېتة ممزوجة بتنبيه حاد
روحي ناديلي سعدية الداية وقوليلها لازم تجيلي دلوقتي واياكي حد يشوفك وانتي جيباها 
راقبت خروجها من القصر بنظرات تشفي فهي تعلم ماذا ينتظرها من مصير مجهول لم تعلم به دارت شيماء في غرفتها حول نفسها لتشعر بالإنتشاء لقروب التخلص منها دون تدخل أو عناء سيكلفها وبالتأكيد الكثير وهي في غنى عن كل ذلك فما تمنته في نفسها رجلا يكتنفها ويحتويها كي يخرجها مما هي فيه وما عانته طوال عمرها القصير رسم الشيطان امامها
الطريق الذي ستسلكه لتفعل ما بوسعها لتبقى معه تنهدت براحة تامة وهي تتخيل من الآن انتهاء امرها وإلى الأبد ارتسمت ابتسامة شيطانية على ثغرها فما مر عليها من قسۏة الزمن جعل الحقد ينبت بداخلها كلما رأت من هم أعلى منها ويتمتعون بما حرمت منه توقفت شيماء عما تفعل لتجد من يطرق باب غرفتها لوهلة سألت نفسها من سيأتي لها ازدردت ريقها وانتفض قلبها بدقة شاردة مضطربة وهي تتعجب من سؤال أحد عنها ادعت الا مبالاة واتجهت لتفتح فمن سيكون إذا وليكن من يكون فليس عليها ما يجعلها تخشى مواجهة احدهم تحركت شيماء ناحية الباب لتشرع في فتحه مدعية الثبات فتحته شيماء بترقب وقطبت تعابيرها حين وجدت احدى الخادمات امامها حدثتها بنبرة منزعجة 
عاوزة ايه 
مش انا يا ست هانم دا عمار بيه هو اللي طالب يشوفك 
قالتها الخادمة بعملية لتتسع بعدها مقلتي شيماء بعدم تصديق رددت شيماء بتلهف 
انتي متأكدة أنه قالك عاوزني انا 
ردت الخادمة مؤكدة 
أيوة بيقول تروحيله دلوقتي في اوضة الضيافة 
اومأت شيماء برأسها عدة مرات دليل طاعتها والشغف يكتسح طلعتها حيث لم تلبث في وقفتها حتى تخطت الخادمة التي رمقتها بتعجب اغزت شيماء في السير متجهة إليه فهو يريد رؤيتها خالجتها افكار جمة عن ماذا يريد منها تمنت في نفسها بأن يكون ما ترغب في سماعه منه ولجت شيماء الغرفة عليه لتجده جالسا على الأريكة ويرتشف قهوته نظرت له بأعين شغوفة وهي تتأمله بتلهف وعدم تصديق في آن واحد انتبه عمار لولوجها ولكنه لم يتطلع عليها قط بل ظل يرتشف قهوته بهدوء وتعابير الجمود والتجاهل جلية عليه تبدلت معالم وجه شيماء لعدم الفهم والعبوس اخذت تتقدم منه لتفهم أكثر وقفت امامه واستفهمت بجهل شديد 
خير يا سي عمار انت بعتلي 
اخذ رشفة اخيرة من قهوته ثم وضعها امامه على المنضدة الصغيرة تنهد بعمق وهو يرفع رأسه لينظر إليها بدا الترقب على شيماء ليجيب عليها ففضولها ېقتلها اسند عمار ظهره على الاريكة وعينيه عليها لبعض الوقت الذي جعلها تتلهف أكثر لنطقه بنبرة باردة من عمار ولكنها كانت قاسېة عليها قال 
خدي هدومك وامشي مهمتك خلاص خلصت ومبقاش ليكي لازمة 
انجلى الحزن بداخلها ليستفيض على ملامحها ككل مع عقلها الذي لم يستوعب إلى الآن ما نطق به ابتلعت تلك الغصة في حلقها لتبتلع معها كلماته الحاړقة فقد ضاعت آمالها لم تعرف شيماء كيف ترد عليه فنظراته نحوها كلها نفور كأنه لا يرغب في وجودها لبعض الوقت القليل فكرت في امر زوجته وما يحدث لها الآن على يد والدتها طرأ على ذهنها فكرة ماكرة تجعلها تبقى هنا لأكثر وقت ممكن تستفيد من خلاله وتبقى زوجته وتنتهي هي وللأبد متمنية في نفسها مۏتها نظرت له ورسمت التوسل على هيئتها حين ردت عليه 
طيب ممكن يا سي عمار اخليني هنا يومين اصل عمي مش هنا وسافر البلد عند قرايبنا وانا مش عارفة هروح فين دا بعد إذنك يعني 
تجهمت تقاسيم عمار وهو يتطلع عليها بتأفف تقبلته منه فليس لديها السبيل كي تنزعج وذلك لتكمل ما سعت إليه رد على مضض 
خليكي بس في اليومين دول مش عايز اسمعلك صوت ولا حتى اشوفك 
زيفت شيماء ابتسامة ولكنها كانت منزعجة من الداخل وكبتت ذلك بصعوبة ردت بامتثال
تحت امرك مش هتحس بوجودي 
تأفف ليأمرها بنفور وهو يشيح بيده 
يلا روحي 
اومأت برأسها واستدارت ليظهر الڠضب المخفي بداخلها على نظراتها وتعابيرها دلفت للخارج وعلامات الإنتقام والفتك بما حولها ملأت قلبها تأنت شيماء في قراراتها لحين وصول خبر مۏتها المؤكد وانتهاءها وللأبد وسيأتي بعدها دورها هي 
وصلت الداية برفقة سوسن واستقبلتها فريدة بابتسامة شيطانية وجهت فريدة بصرها لأم اسماء وأمرتها 
روحي انتي على شغلك 
اومأت سوسن برأسها وتوجهت للمطبخ وعلامات الحيرة عليها عن سبب وجود هذة المرأة هنا تنهدت لتكمل عملها فاليوم زواج ابنتها ولم تكترث للأمر 
اخدت فريدة السيدة سعدية للأعلى متوجهة لغرفة ابنتها فهي كما تعلم أنها هناك في الطريق تحدثت فريدة معها بنبرة صلبة وهي تنظر لها بنظرات قاسېة
عايزاكي تعرفيلي هي حامل ولا لأ ولو طلعت حامل عاوزاكي تنزليه 
نظرت لها الداية بتوجس فهي كما تعلم بأن ابنتها متزوجة من عمار ابن اكبر العائلات ووالده سلطان الذي يخشى الجميع ذكر اسمه فقط اړتعبت المرأة بداخلها ولم تعرف ماذا تفعل وجدت نفسها بأن تنفذ ما تطلبه منها فهي والدتها وليس لها شأن بكل هذا ولجت بها فريدة الغرفة وهي تجوب إياها باحثة عن ابنتها عبست فجأة من عدم وجودها نظرت حولها پغضب وهي تسأل نفسها أين ذهبت صرت اسنانها وهي توجه بصرها لهذة المرأة قالت لها بنبرة غاضبة 
خليكي هنا اما اشوفها راحت فين انتي سامعة 
ردت المرأة بطاعة جلية 
تحت امرك يا ست فريدة انا مش هتحرك من هنا 
تركتها فريدة في الغرفة ودلفت للخارج والشړ يتطاير من عينيها ومستطير على طلعتها لعدم وجودها تحركت بخطوات متعجلة تريد معرفة ايه هي الآن 
كانت برفقة اسماء داخل غرفتها تعاونها في ارتداء ثوب زفافها سعدت اسماء كونها تهتم بأمرها فكم احبتها منذ الصغر لم يتجاوز فارق العمر بينهم الثلاث سنوات وعيت اسماء على نفسها لتجد مارية تلعب معها وتكتنفها كأخت كبيرة لها رغم أنها ابنة خادمتهم ختمت محبتهم لبعض وجودها معها اليوم لتهيأها ليوم زفافها استدارت اسماء ناحيتها
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 25 صفحات