رواية كاااملة للكاتبة إلهام رفعت
بعدما انتهت من ارتداء فستانها المزركش ببعض الورود تأملتها مارية بانبهار وفرحتها بها اليوم لا حدود لها فاليوم ستتزوج اقرب رفيقة لها نظرت لوجهها الصغير وقالت بنبرة متمنية
مبروك يا اسماء انتي ربنا بيحبك قوي انك هتتجوزي فؤاد
اكدت اسماء حديثها حين قالت
انا بشكر ربنا وهفضل اشكره علشان هتجوز اللي بحبه وكنت بتمنى ليل ونهار انه يبقى من نصيبي
مش هوصيكي تعملي ايه كل اللي في ايدك تقدميه لجوزك متتأخريش تعمليه انتي بتحبيه واوعي تزعليه منك وكل اما تبقي معاه حلوة حياتكم هتكون احسن ويعمل اللي يفرحك اوعي تخلي أي حاجة تفرق بينكم او تبعدكم عن بعض طول حياتكم
شاطرة يا مارية انصحيها كمان
ايوة يا مارية انصحيها قوليلها اللي بيحب مش ممكن يكره حبيبه لأي سبب ولازم تعيش وتبسطه كمان
استمعت لها مارية بتوجس جم وجاهدت على رسم ابتسامة بدت مضطربة ردت مبررة ما قالته بتردد
اصل اسماء يا ماما بتحب فؤاد من زمان وعلشان كدة بنصحها انها تسمع كلامه وكدة
زيفت فريدة ابتسامة حتى لا تشك في انها كشفت امرها ردت بنبرة عادية حتى تطمئن لها
ثم وجهت بصرها لاسماء وقالت لها بتردد
مش خلاص يا اسماء لبستي ممكن آخد مارية فوق شوية عايزة اتكلم معاها
نظرت لها اسماء لم تعرف ماذا تجيب عليها وجهت بصرها لمارية لترى الإستفهام في نظراتها المسلطة على والدتها عاودت اسماء النظر إليها وقالت بنبرة غير ممانعة
لم تبالي بحديثها بل نظرت لابنتها وقالت بغموض
يلا يا مارية تعالي عاوزاكي في موضوع مهم
نظرت لها مارية وحركت رأسها بإماءة خفيفة تابعت اسماء الموقف بعدم فهم ولكن هناك ما اقلقها تحركت مارية خلف والدتها التي سارت للخارج وعلامات الجمود مرسومة عليها لتمحي بها قسۏتها التي ستظهر منها اليوم لأقرب ما لديها وهي ابنتها
ايه رأيك في مخزن البضايع اللي بتسافر برة يا سالم بفكر امسكهولك
بالفعل نجح سلطان بحذاقته امتصاص حزنه لترتسم على وجه اخيه الفرحة الممزوجة بعدم التصديق هتف سالم بشغف
بتتكلم جد يا سلطان
رد سلطان بثقة وبمكر داخلي
وأنا من امتى بهزر يا سالم في أي كلمة بقولها
هتف سالم بموافقة دون تردد
موافق يا سلطان ربنا ما يحرمنا منك
جلس عمار بجانب والده يتابع الحوار الدارج بينهم فهو على علم بنية والده من ذلك ولهذا لم يعترض رغم عدم تقبله الأمر وجه سلطان بصره نحوه وقال بتبريك
مبروك يا عمار يعني مخبي علينا ان مراتك حامل خاېف من الحسد ولا أيه
كان عمار يريد الا ينكشف الأمر ولكن هم ليس بغرباء عنهم ليخشى احدهم رد عمار بابتسامة فرحة وهو يغمز بجراءة
انت فاكر ايه يا حاج هو انا بهزر
ضحك سلطان بعلو صوته ليضحك الجميع على حديثه قال سلطان بمغزى وسط ضحكه
طيب شد حيلك عايز كل سنة عيل
اكمل عمار بجراءته المعتادة
انا عن نفسي والله ما عندي مانع
ضحك سلطان بأن لا فائدة منه تذكر تغيب زوجته وسأله بمعنى
ومراتك فين على كدة
تنحنح عمار ورد بتردد
عند والدتها يا حاج اصل فؤاد هيتجوز النهاردة وانا مقدرتش امنعها تروح
زم سلطان شفتيه ولكنه عبس فجأة سأله بفضول
وامها تعرف انها حامل لتكون
قاطعه عمار بنفي شديد
محدش يعرف انتوا حتى لسة عارفين دلوقتي هيوصلهم الخبر من مين يعني
كانت اسماء بالأعلى تستمع لحديثهم پغضب بائن توقفت عند جملته الأخيرة وردت عليه بصوت خفيض مريب
خلاص عرفوا مني يا عمار وكمان شوية هيجيلك خبرها
في وسط جلستهم على طاولة الطعام كان مكرم في عالم آخر يتطلع على منى التي لم تفارق نظراتها طبق طعامها وتتلاعب فيه مدعية تناولها إياه فهي مدركة لنظراته نحوها وهذا ما اربكها بشدة فمن الآن لم تتحمل نظراته لم تفكر فيه منى من قبل ولم يلفت انتباهها ليستحوذ اليوم على كافة تفكيرها اضطربت من حديثه الجرئ معها كونه يحبها ولم تدرك ذلك رغم وجودهم في مكان واحد شعرت بفرحة داخلية لوجود من يحبها بهذا الشكل فقد انساها زوجها الإحساس بتلك المشاعر بل محت كل ذلك لينغلق قلبها من تلك الأحاسيس ولكن اليوم احياها مكرم لتكسو هيئتها وتأجج مشاعرها المكنونة بداخلها وجدت نفسها ترفع رأسها لتنظر إليه ادركت نظرات الحب في عينية لتبتسم له برقة اتسعت ابتسامة مكرم لمبادلتها قبوله في حياتها حرك شفتيه بكلمة
بحبك
اتسعت مقلتيها من عدم حياءه غير مبالي بوجود الجميع من حوله نظرت له بمعنى أن يلتزم الحدود تجاهلها واكمل مغازلته لها بنظراته نحوها التي جعلتها تبتسم باستحياء كان سلطان يتابع ما يحدث بابتسامة خفيفة ولكن لم يعجبه الأمر بينهم كون زوجها لم يمر على مۏته سوى يوم واحد انتبه عمار هو الآخر وخشي تعنيفه لمكرم تدخل على الفور وقال لمكرم وهو ينهض
تعالى يا مكرم عاوزك شوية برة
تنبه له مكرم لتكفهر ملامحه رد بانزعاج
عاوز ايه يا عمار انا لسة باكل
اشار له بنظرة من عينيه ذات مغزي ناحية والدة وقال وهو يضغط على كلماته
بقول تعالى عاوزك يا مكرم
تفهم مكرم ونظر لسلطان بتوجس ابتلع ريقه ونهض فهو لا يريد رجوع عمه في امر تزويجه لها نهض مكرم ورد بامتثال
يلا انا أصلا شبعت
تعجبت مارية من وجود تلك السيدة في غرفتها قطبت بين حاجبيها فقد زاد فضولها لتستفهم عن سبب وجودها فهي لم ترها من قبل تحركت نحو الداخل لتنتفض وتقف موضعها حين صفقت والدتها الباب من خلفها پعنف التفتت لها لتجدها توصده بالمفتاح تملك الړعب من اعضاءها ليسيطر على اعصابها التي ارتبكت ليبدو الشحوب جلى على وجهها تحركت فريدة نحوها بنظرات جعلت مارية ترتعد من الداخل وتنظر لها پخوف فطنت مارية بحسها أن بالأمر ما هو مضمر لينكشف امامها الآن بحركة لا إرادية وضعت مارية يدها على بطنها مما جعل فريدة تبتسم پغضب لتؤكد صدق حديث الفتاة التي ابلغتها بذلك ازدردت مارية ريقها بړعب حين هتفت فريدة بنبرة خالية من المشاعر
يلا قومي اكشفي عليها ولا ما خلاص كل حاجة بانت اعمل اللي طلبته منك على طول
اړتعبت مارية بالفعل وهي تنظر لوالدتها بتعابير اكتسح الخۏف فيها انتبهت للمرأة التي نهضت متجهة نحوها فتراجعت للخلف محذرة بهلع ممزوج پبكاء وشيك ليبدو صوتها متذبذب
اوعوا حد فيكوا يقربلي
ابتسمت فريدة پحقد وردت وهي تتحرك نحوها بطريقة جعلت مارية تصل لقمة خۏفها
ليه يا مارية انتي فيه حاجة مخوفاكي علشان تخافي تكشف عليكي ولا
هتفت مارية محتجة لتقاطعها بنبرة خائڤة ووجه شاحب
انتي عاوزة
تعملي معايا ايه انا بنتك انتي عاوزة تموتيني ههون عليك
نظرت لها فريدة بنظرات خاوية ردت بقسۏة
هتهوني عليا لما واحدة زيك تبيع ابوها وتعيش مع اللي قټله وتحمل منه يبقى ملهاش غير حاجة واحدة
ردت مارية بعدم تصديق وقد انجلى الحزن عليها
بالسهولة دي هتقتلي بنتك بإيدك انتي ازاي امي
صړخت فريدة پغضب ونظراتها تكاد تفتك بها
انا مش خاېنة زيك شايلة في بطنك ابنه ولازم ينزل انا مكنتش عاوزة الموضوع يوصل لكدة كنت بتمنى تقتليه علشان معملش معاكي حاجة انما توصل بيكي انك تسلميه نفسك وكمان هتجيبيله ولد دا اللي مش هيحصل طول ما انا عايشة
ازدردت مارية ريقها لا تعرف ماذا تقول لها فقد شل تفكيرها بالكامل ادركت الآن أن لا مفر امامها لتخرج مما هي فيه كان تفكيرها منصبا على طفلها فهي لا تريد التفريط فيه نظرت للمرأة تتوسلها بنظراتها ألا تفعل ولكن لا حياة لمن تنادي فالمرأة قليلة الحيلة بكت مارية ونظرت لوالدتها قالت بنبرة تفطر القلوب
ولو مت يا ماما
ردت بقلب متحجر وهي تحدق بها بنظرات غليظة
يبقى عمرك
لم يفتعل ضجة بالمعنى الصحيح واكتفى بالزواج منها بطريقة هادئة فقد خشي فؤاد حديث البعض حول زواجه من فتاة في عمر ابنته لفارق العمر الكبير بينهم رضت اسماء بالأمر فقد خشيت هي الأخرى حديث الآخرين عنها كونها ابنة الخادمة كل منهما له تفكيره وهذا سينقلب بالإيجاب على حياتهم سويا بالتأكيد فكل منهما يتمنى الرضى للآخر ولج فؤاد بها غرفته التي جهزها ليوم زواجه في منزلهم وهو يحملها بين ذراعيه كانت اسماء في قمة خجلها رغم تمنيها لهذا اليوم منذ زمن تدرج فؤاد بها للداخل ليضعها بحذر ولكن دون أن يبعدها عنه وضع يديه على خصرها ونظر لها بخجل كيف ذلك ولكنه كان مستحي بعض الشيء فلم يسبق له الإختلاط باحداهن او التفكير في ارتباطه بأخرى قال بتوتر
مبسوطة يا اسماء
اومأت برأسها مع ابتسامة رقيقة تزين ثغرها ردت باستنكار
انت لسة بتسألني المفروض انا اللي اسألك السؤال ده انت متعرفش ان سعيدة النهاردة قد ايه
ابتسم لها ولكنه شعر بالحرج بث الثبات في نفسه فهو الرجل وعليه أن يبدأ هو تنحنح بخشونة وبتردد دنا منها ليضع قبلة على وجنتها ثم ابتعد شهقت اسماء باستحياء وابتسمت نظر لها بابتسامة عذبة وقربها منه استشعرت اسماء حرجه من الإقتراب منها ولذلك ساعدته على ذلك