الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية كاااملة للكاتبة إلهام رفعت

انت في الصفحة 20 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


بعدما انتهت من ارتداء فستانها المزركش ببعض الورود تأملتها مارية بانبهار وفرحتها بها اليوم لا حدود لها فاليوم ستتزوج اقرب رفيقة لها نظرت لوجهها الصغير وقالت بنبرة متمنية 
مبروك يا اسماء انتي ربنا بيحبك قوي انك هتتجوزي فؤاد 
اكدت اسماء حديثها حين قالت 
انا بشكر ربنا وهفضل اشكره علشان هتجوز اللي بحبه وكنت بتمنى ليل ونهار انه يبقى من نصيبي 

دنت مارية منها وحاوطت وجهها بكفيها قالت بنبرة محببة 
مش هوصيكي تعملي ايه كل اللي في ايدك تقدميه لجوزك متتأخريش تعمليه انتي بتحبيه واوعي تزعليه منك وكل اما تبقي معاه حلوة حياتكم هتكون احسن ويعمل اللي يفرحك اوعي تخلي أي حاجة تفرق بينكم او تبعدكم عن بعض طول حياتكم 
شاطرة يا مارية انصحيها كمان 
جملة قالتها فريدة عند باب الغرفة پغضب مكبوت ولكن محته بابتسامة زائفة جعت مارية تنظر لها بجسد متصلب وأعين تائهة ولجت فريدة الغرفة وذلك بعدما هداها تفكيرها لتأتي هنا وتبحث عنها صدق حدسها وها هي هنا تدرجت للداخل ونظراتها عليها ترمقها بغموض في حين جف حلق مارية وهي تنظر لها فحديثها منذ قليل ليس بجيد أن تتفوه به تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها حين نطق لسانها بتلك الكلمات التي ستثير الشك بداخل والدتها تجاهها اخرجتها فريدة من تفكيرها المضطرب حين تفوهت بمدح زائف وهي تنظر لها
بمغزى 
ايوة يا مارية انصحيها قوليلها اللي بيحب مش ممكن يكره حبيبه لأي سبب ولازم تعيش وتبسطه كمان 
استمعت لها مارية بتوجس جم وجاهدت على رسم ابتسامة بدت مضطربة ردت مبررة ما قالته بتردد 
اصل اسماء يا ماما بتحب فؤاد من زمان وعلشان كدة بنصحها انها تسمع كلامه وكدة 
زيفت فريدة ابتسامة حتى لا تشك في انها كشفت امرها ردت بنبرة عادية حتى تطمئن لها 
أيوة يا حبيبتي عارفة دي زي اختك بالظبط ولازم تنصحيها 
ثم وجهت بصرها لاسماء وقالت لها بتردد 
مش خلاص يا اسماء لبستي ممكن آخد مارية فوق شوية عايزة اتكلم معاها 
نظرت لها اسماء لم تعرف ماذا تجيب عليها وجهت بصرها لمارية لترى الإستفهام في نظراتها المسلطة على والدتها عاودت اسماء النظر إليها وقالت بنبرة غير ممانعة
عادي يا ست فريدة انا لبست وفؤاد شوية وهيجي ياخدني علشان نكتب الكتاب عنده 
لم تبالي بحديثها بل نظرت لابنتها وقالت بغموض 
يلا يا مارية تعالي عاوزاكي في موضوع مهم 
نظرت لها مارية وحركت رأسها بإماءة خفيفة تابعت اسماء الموقف بعدم فهم ولكن هناك ما اقلقها تحركت مارية خلف والدتها التي سارت للخارج وعلامات الجمود مرسومة عليها لتمحي بها قسۏتها التي ستظهر منها اليوم لأقرب ما لديها وهي ابنتها 
على طاولة الطعام في قصر سلطان اڼصدم سالم حين اعلن سلطان امام الجميع قراره بتزويج ارملة ابنه إلى مكرم امتلأ الحقد في قلبه كونها ستتزوج غير حزينة لفقدان زوجها بل كأنه لم يكن في حياتها بعد لم يعترض وفضل الصمت فابنه في الاساس المخطئ فيما كان يفتعله من تصرفات هوجاء جهولة يمقتها من حوله وهذا هو رد الفعل الطبيعي لهم جلس بملامح مكفهرة يشاهد علامات الفرحة على وجوههم غير مكترثين لابنه الذي توفى قبل يوم وابتلع كلماته وهو يخشى اخيه نظر له سلطان ليستنبط ما يفكر فيه الآن هيأ نفسه لكسب ثقته وتناسيه لما حدث لتغلق صفحة ابنه للأبد تنهد سلطان وقال له بنبرة حماسية زائفة 
ايه رأيك في مخزن البضايع اللي بتسافر برة يا سالم بفكر امسكهولك 
بالفعل نجح سلطان بحذاقته امتصاص حزنه لترتسم على وجه اخيه الفرحة الممزوجة بعدم التصديق هتف سالم بشغف 
بتتكلم جد يا سلطان 
رد سلطان بثقة وبمكر داخلي
وأنا من امتى بهزر يا سالم في أي كلمة بقولها 
هتف سالم بموافقة دون تردد 
موافق يا سلطان ربنا ما يحرمنا منك 
جلس عمار بجانب والده يتابع الحوار الدارج بينهم فهو على علم بنية والده من ذلك ولهذا لم يعترض رغم عدم تقبله الأمر وجه سلطان بصره نحوه وقال بتبريك 
مبروك يا عمار يعني مخبي علينا ان مراتك حامل خاېف من الحسد ولا أيه 
كان عمار يريد الا ينكشف الأمر ولكن هم ليس بغرباء عنهم ليخشى احدهم رد عمار بابتسامة فرحة وهو يغمز بجراءة 
انت فاكر ايه يا حاج هو انا بهزر 
ضحك سلطان بعلو صوته ليضحك الجميع على حديثه قال سلطان بمغزى وسط ضحكه 
طيب شد حيلك عايز كل سنة عيل 
اكمل عمار بجراءته المعتادة 
انا عن نفسي والله ما عندي مانع 
ضحك سلطان بأن لا فائدة منه تذكر تغيب زوجته وسأله بمعنى
ومراتك فين على كدة 
تنحنح عمار ورد بتردد 
عند والدتها يا حاج اصل فؤاد هيتجوز النهاردة وانا مقدرتش امنعها تروح 
زم سلطان شفتيه ولكنه عبس فجأة سأله بفضول 
وامها تعرف انها حامل لتكون 
قاطعه عمار بنفي شديد 
محدش يعرف انتوا حتى لسة عارفين دلوقتي هيوصلهم الخبر من مين يعني 
كانت اسماء بالأعلى تستمع لحديثهم پغضب بائن توقفت عند جملته الأخيرة وردت عليه بصوت خفيض مريب 
خلاص عرفوا مني يا عمار وكمان شوية هيجيلك خبرها 
في وسط جلستهم على طاولة الطعام كان مكرم في عالم آخر يتطلع على منى التي لم تفارق نظراتها طبق طعامها وتتلاعب فيه مدعية تناولها إياه فهي مدركة لنظراته نحوها وهذا ما اربكها بشدة فمن الآن لم تتحمل نظراته لم تفكر فيه منى من قبل ولم يلفت انتباهها ليستحوذ اليوم على كافة تفكيرها اضطربت من حديثه الجرئ معها كونه يحبها ولم تدرك ذلك رغم وجودهم في مكان واحد شعرت بفرحة داخلية لوجود من يحبها بهذا الشكل فقد انساها زوجها الإحساس بتلك المشاعر بل محت كل ذلك لينغلق قلبها من تلك الأحاسيس ولكن اليوم احياها مكرم لتكسو هيئتها وتأجج مشاعرها المكنونة بداخلها وجدت نفسها ترفع رأسها لتنظر إليه ادركت نظرات الحب في عينية لتبتسم له برقة اتسعت ابتسامة مكرم لمبادلتها قبوله في حياتها حرك شفتيه بكلمة
بحبك 
اتسعت مقلتيها من عدم حياءه غير مبالي بوجود الجميع من حوله نظرت له بمعنى أن يلتزم الحدود تجاهلها واكمل مغازلته لها بنظراته نحوها التي جعلتها تبتسم باستحياء كان سلطان يتابع ما يحدث بابتسامة خفيفة ولكن لم يعجبه الأمر بينهم كون زوجها لم يمر على مۏته سوى يوم واحد انتبه عمار هو الآخر وخشي تعنيفه لمكرم تدخل على الفور وقال لمكرم وهو ينهض 
تعالى يا مكرم عاوزك شوية برة 
تنبه له مكرم لتكفهر ملامحه رد بانزعاج 
عاوز ايه يا عمار انا لسة باكل 
اشار له بنظرة من عينيه ذات مغزي ناحية والدة وقال وهو يضغط على كلماته 
بقول تعالى عاوزك يا مكرم 
تفهم مكرم ونظر لسلطان بتوجس ابتلع ريقه ونهض فهو لا يريد رجوع عمه في امر تزويجه لها نهض مكرم ورد بامتثال
يلا انا أصلا شبعت 
تعجبت مارية من وجود تلك السيدة في غرفتها قطبت بين حاجبيها فقد زاد فضولها لتستفهم عن سبب وجودها فهي لم ترها من قبل تحركت نحو الداخل لتنتفض وتقف موضعها حين صفقت والدتها الباب من خلفها پعنف التفتت لها لتجدها توصده بالمفتاح تملك الړعب من اعضاءها ليسيطر على اعصابها التي ارتبكت ليبدو الشحوب جلى على وجهها تحركت فريدة نحوها بنظرات جعلت مارية ترتعد من الداخل وتنظر لها پخوف فطنت مارية بحسها أن بالأمر ما هو مضمر لينكشف امامها الآن بحركة لا إرادية وضعت مارية يدها على بطنها مما جعل فريدة تبتسم پغضب لتؤكد صدق حديث الفتاة التي ابلغتها بذلك ازدردت مارية ريقها بړعب حين هتفت فريدة بنبرة خالية من المشاعر
يلا قومي اكشفي عليها ولا ما خلاص كل حاجة بانت اعمل اللي طلبته منك على طول 
اړتعبت مارية بالفعل وهي تنظر لوالدتها بتعابير اكتسح الخۏف فيها انتبهت للمرأة التي نهضت متجهة نحوها فتراجعت للخلف محذرة بهلع ممزوج پبكاء وشيك ليبدو صوتها متذبذب
اوعوا حد فيكوا يقربلي 
ابتسمت فريدة پحقد وردت وهي تتحرك نحوها بطريقة جعلت مارية تصل لقمة خۏفها 
ليه يا مارية انتي فيه حاجة مخوفاكي علشان تخافي تكشف عليكي ولا 
هتفت مارية محتجة لتقاطعها بنبرة خائڤة ووجه شاحب
انتي عاوزة
تعملي معايا ايه انا بنتك انتي عاوزة تموتيني ههون عليك 
نظرت لها فريدة بنظرات خاوية ردت بقسۏة 
هتهوني عليا لما واحدة زيك تبيع ابوها وتعيش مع اللي قټله وتحمل منه يبقى ملهاش غير حاجة واحدة 
ردت مارية بعدم تصديق وقد انجلى الحزن عليها 
بالسهولة دي هتقتلي بنتك بإيدك انتي ازاي امي 
صړخت فريدة پغضب ونظراتها تكاد تفتك بها 
انا مش خاېنة زيك شايلة في بطنك ابنه ولازم ينزل انا مكنتش عاوزة الموضوع يوصل لكدة كنت بتمنى تقتليه علشان معملش معاكي حاجة انما توصل بيكي انك تسلميه نفسك وكمان هتجيبيله ولد دا اللي مش هيحصل طول ما انا عايشة 
ازدردت مارية ريقها لا تعرف ماذا تقول لها فقد شل تفكيرها بالكامل ادركت الآن أن لا مفر امامها لتخرج مما هي فيه كان تفكيرها منصبا على طفلها فهي لا تريد التفريط فيه نظرت للمرأة تتوسلها بنظراتها ألا تفعل ولكن لا حياة لمن تنادي فالمرأة قليلة الحيلة بكت مارية ونظرت لوالدتها قالت بنبرة تفطر القلوب
ولو مت يا ماما 
ردت بقلب متحجر وهي تحدق بها بنظرات غليظة
يبقى عمرك 
لم يفتعل ضجة بالمعنى الصحيح واكتفى بالزواج منها بطريقة هادئة فقد خشي فؤاد حديث البعض حول زواجه من فتاة في عمر ابنته لفارق العمر الكبير بينهم رضت اسماء بالأمر فقد خشيت هي الأخرى حديث الآخرين عنها كونها ابنة الخادمة كل منهما له تفكيره وهذا سينقلب بالإيجاب على حياتهم سويا بالتأكيد فكل منهما يتمنى الرضى للآخر ولج فؤاد بها غرفته التي جهزها ليوم زواجه في منزلهم وهو يحملها بين ذراعيه كانت اسماء في قمة خجلها رغم تمنيها لهذا اليوم منذ زمن تدرج فؤاد بها للداخل ليضعها بحذر ولكن دون أن يبعدها عنه وضع يديه على خصرها ونظر لها بخجل كيف ذلك ولكنه كان مستحي بعض الشيء فلم يسبق له الإختلاط باحداهن او التفكير في ارتباطه بأخرى قال بتوتر 
مبسوطة يا اسماء 
اومأت برأسها مع ابتسامة رقيقة تزين ثغرها ردت باستنكار 
انت لسة بتسألني المفروض انا اللي اسألك السؤال ده انت متعرفش ان سعيدة النهاردة قد ايه 
ابتسم لها ولكنه شعر بالحرج بث الثبات في نفسه فهو الرجل وعليه أن يبدأ هو تنحنح بخشونة وبتردد دنا منها ليضع قبلة على وجنتها ثم ابتعد شهقت اسماء باستحياء وابتسمت نظر لها بابتسامة عذبة وقربها منه استشعرت اسماء حرجه من الإقتراب منها ولذلك ساعدته على ذلك
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 25 صفحات