الأحد 24 نوفمبر 2024

((قصه بائع الحلوى))

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

نحوي وبدون أن نتبادل كلمة واحدة جلست بجواري وضعت العلبة الممتلئة بالحلوى على قدميها وهى تنظر لي مجددا وتلك الأبتسامة الساحره مازالت مرتسمة على شفتيها.
ألتقطت قطعة من الحلوى من داخل العلبة مدت يدها بها إلي فى البداية ظننتها تريد أن تهدينى إياها شكرتها بلطف وانا أحاول التظاهر بالأبتسام برغم كل الضغوط التى أشعر بها فى داخلي.
لكنها لم تتراجع.
خاطبتني بلهجة تحمل الكثير من الحزن والأنكسار قائله
أرجوك أن تشتريها.. فمنذ الصباح لم أتمكن من بيع قطعة واحدة.
شعرت بصدق حديثها خاصة عندما رأيتها تقاوم الدموع التى تحجرت فى عينيها وكانت على وشك السقوط أستنتجت من حديثها إنها تعمل منذ الصباح إنها قد تركت التعليم او إنها لم تلتحق به من الأساس.
سألتها عن الثمن أخبرتني عنه كان بالضبط نفس ما تبقى معي لشراء الخبز لأبنتي.
تبا لقد وضعت فى أصعب أختبار يمكن أن يمر به المرء اذا قمت بشراء قطعة الحلوى تلك فلن تتمكن طفلتي من تناول وجبتها فى الصباح وبالطبع اذا اعطيتها قطعة الحلوى فلن تسد جوعها.
حاولت الخروج من ذلك المأزق بلطف حتى لا أخسر كبريائي أمامها وكي لا أقوم بكسر خاطرها فخاطبتها مداعبا
وهل طعم تلك الحلوى جيد أم لا 
فى الحقيقة لا أدري فأنا لم أتذوقها من قبل.
تعجبت من صدقها معي فقد كان يمكنها أن تخبرني بأنها جيدة وأصبت پصدمة شديدة من عدم تذوقها إياها بالرغم من بيعها لها.
عدت أسألها مجددا عن سبب عدم تناولها من قبل أخبرتني أن ما تتحصل عليه من مكسب فى العلبة كلها هو نفس ثمن القطعة الواحدة لذا لا تريد أن تضحي بتعب يوم كامل من أجل أن تستمتع دقيقة بطعم الحلوى اللذيذ مع إنها تتمني لو تتذوقها لمرة واحدة.
شعرت بالألم يعتصر قلبى لوهلة خيل إلي أن أبنتى هى من تتحدث أخرجت الجنيهات القليلة المتبقية معي بلا تفكير أعطيتهم لها وأخذت قطعة الحلوى التى مازالت يدها ممتدة بها شكرتني كثيرا وهمت بالنهوض لتنصرف.
أمسكت بيدها نظرت إلي وعينيها تتسأل عن ما أريد أعطيتها قطعة الحلوى وانا أطلب منها أن تتقبل مني تلك الهدية البسيطة فى البداية شكرتني بلطف لكن أمام أصراري وافقت فى النهاية تناولتها بخجل وتلك الإبتسامة الساحره لم تفارق وجهها.
عادت لتجلس على المقعد الذى كانت عليه قبل أن تأتي إلى جانبي وضعت علبة الحلوى بجوارها وأمسكت بالقطعة التى قمت بأهدائها إليها قامت بفتحها وبدأت فى أكلها.
بعدما تناولت أول قضمة رأيتها تغلق عينيها للحظة مستمتعة بطعم الحلوى التى تتذوقها للمرة الأولى وكأنها تعيش حلم جميل بعيدا عن الواقع التعيس الذى تحيا به.
داعبت رأسى فكرة إن أسوا ما يمكن أن يمر على الأنسان أن تكون أحلامه أمامه وهو غير قادر على أن يمد يده إليها فتلك

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات