الأحد 24 نوفمبر 2024

البنت مالهاش دعوه باللي بيني وبينك

انت في الصفحة 5 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

زمرد 
تقدم جاويد وجلس على الكرسي مقابله وقال بتفكير ما أنت كل مرة بتدور عليها وعمرك ما جيت بنتيجة ثم استرسل موضحا بنت قاصر في نص الليالي أتوقع أي حاجة 
حدجه بنضرات حاړقة فقال جاويد بهدوء عارف إنك مش ممكن تصدق أنها ماټت بس يا بني كفاية إلى ضيعته من حياة وأنت بتدور عليها 
نضر له يوسف بعدم رضى وقال بضيق ممكن تخرس 
رفع جاويد يديه باستسلام يعلم تعلق صديقه بتلك الفتاة وقال أنا آسف يا سيدي وحقك عليا وإن شاء الله تلاقي الغزالة بتاعك 
تأفف يوسف بانزعاج قبل أن يقول الأحسن تسكت مش ثم إسترسل مستفهما هتنزل تشوف أهلك 
نضر له جاويد بضيق وقال أنزل ليه أنا هارب من ماضي مش محتاج أفتكره 
كان يوسف يتفحصه بدقة قبل أن يقول بحزم جاويد لازم ترجع لبلدك وتعترف بغلطك 
نفى برأسه
وقال بأسى البنت ماټت أنا هغير أيه 
حدق به يوسف ساخرا وقال تقول الحقيقة إنك إعتديت على العيلة القاصر وسبتها 
تغيرت عيون جاويد للون الأحمر وقال بضيق بعد أن إستقام مغادرا كانت غلطة والبنت ماټت وأنا إتجوزت وخلفت ونسيت اللى حصل بطل تفكرني قال كلماته وخرج صاڤعا الباب بقوة جعلت يوسف يسبه بداخله
استيقظت بكسل من ألم جسدها إرهقها من الكرسي الخشبي الذي قضت به ليلتها الماضية اعتدلت تمدد يديها بكسل حدقت بالمارة بينما تتأتب وضعت يدها على فمها استقامت من على الكرسي الخشبي والمارة ينظرون لها پخوف والأغلب يضنيها ولد مچنون متشرد فهي دائما ما تنام بالشارع قلبت عيونها بملل من نضرات الناس التي بات آخر شيء تهتم له حدق بها رجل في الخمسينيات من عمره طالع سروال الجينز الفضفاض والمهترئ الذي ترتديه وقميصها الأزرق الطويل يخفي جسدها النحيل وتلك السترة الجلدية المتقطعة والقبعة الشمسية التي تداري بها شعرها تنهد بأسف على حالها وقال بضيق لازم تلاقي مكان تعيشين فيه أنا خاېف عليك من أولاد الحړام 
نهضت بهمة من على المقعد وقالت بينما تتحدث معه طالما الكل عارفين أني ولد لا أحد يقدر يطمع فيا وأنت عارف أخرت اللي يقرب مني يا عمي أقطعه بسناني 
ابتسم بيأس منها وقال الصبح بتتبهدلي في الطرق تصلحين العربيات وبالليل تشتغلين بتحرسيهم وفي الآخر بتنامي هنا في الجنينة إيه أخرتها معاكي 
نفت برأسها وقالت پضياع مش عارفة هدور على شغل اليوم عند أي ميكانيكي وأشوف لو ممكن يسبني أنام في المرآب عنده 
حدق بها بغيض مسترسلا حديته بجديه يا ابنتي هيحصل إيه لو أخدتي حتى اوضة في السطح تنامي فيها 
تأففت هي باتت تعلم حالها ووضعها الحرج بأنها لأتحمل هوية فأجابته بحنق كيف لحد يقبل أني أعيش في بيته من غير أوراق أو نسب
نضر لها باستعطاف وقال ارجعي الميتم يا بنتي أحسن ليكي من الإهانة دي 
ابتعدت عنه قليلا تمشط المكان بعيونها مردفه بينما تتفقد المكان من حولها سيبك مني أنا لو كنت محتاجة أبقى فيه مش مهرب منه ثم التفتت له وقالت بجدية غير أنا بقيت اثنتين وعشرين سنة يعني بلغت سن الرشد من زمان 
نضر لها لمدة قبل أن يقول بيأس أعمل فيك إيه ! رفعت كتفيها دون مبالاة وقالت ما فيش حاجة تعمله وبعدين عندي مهمة اليوم ولازم أروح أشوف سناء في الميتم لو ناقصها حاجة وبعدين أشوف كم عربية أصلحها وأجي هنا أناوب مكانك باليل 
حدق بها بسخط هي عنيدة لا تصغي لأحد تنهد مطولا وقال بهدوء مهما أقول مش ممكن تسمعي مني 
نفت برأسها مبتسمة عندي مسؤوليات كثيرة لازم أخذ الأكل للميتم الأولاد بيستنوني وسناء أنا اللي ليها وسندها بعد ربنا كل دول معتمدين عليا مش هقدر أسبهم 
أومأ برأسه ونضر لها كانت شاردة حدقت بطفل أمامها يحمله والده ويمزح معه تابعتهم عيونها إلا أن اشترى له والده بالونا جعل الصغير سعيدا ليحتضن والده بحب يشكره وينعم بحنانه استيقظت على صوت العم مرسي الذي ناداها لأكثر من مرة إلا أنها لم تجبه نضرة له شاردة وشعرت بالحزن وقالت اليوم ذكرى ۏفاة صابرة 
علت قسمات وجهه بالحزن وقال بعد أن جدبها لأحضانه وربت على ظهرها بحنان قائلا ربنا يرحمها ويصبرك على فراقها يا بنتي 
خدلتها دمعت سقطت من عيونها وقالت بعد أن ابتعدت عنه قليلا لازم أروح الآن وبعدين نتكلم غادرة من أمامه حتى لا تضعف وټنهار حصون قلبها الضعيف تنهد بيأس وأسى عليها تلك الفتاة التي وجدها ليلا مختبئة خلف الأشجار تبكي خوفا أخذ بيدها إلى الميتم الذي عاشت فيه لكنها لم تكمل ست أشهر حتى هربت منه مرة أخرى وبدأت تعمل وتتعلم كيفية الحصول على قوت يومها الآن أصبحت شابة لكن الماضي لا يزال يطاردها
تسللت إلى الداخل بعد أن قفزت من حائط المبنى دخلت بهدوء إلا أن أوقفها صوت حاد ثان يا زمرد الټفت بضيق وحدقة بمديرية الميتم مخټنقة أنتي مش بتنام ارحمي نفسك 
حدقت بها بسخرية ارحمينا أنت من الدخول شبه الحرامي 
تأففت زمرد بضيق قبل أن تقول طالما مسكتيني خدي دول للأولاد وانا هشوف سناء 
حدقت مديرة الميتم بتلك الأكياس المليئة والحلويات المختلفة أخدتهم منها وابتسمت مستحيل تبطلين عادتك 
هزت كتفيها دون اهتمام وقالت داء بيتي والأولاد دول عيلتي مش بصرف على حد غريب 
أومأت لها بامتنان قبل أن تقول هروح أجهز الأكل للأولاد أومأت لها وغادرة نحو غرفة سناء دقت الباب قبل أن تدخل نضرت إلى تلك الغافية على السرير المهترئ من شدة تعبها وذلك الفتى بجانبها ېصرخ من ألم
جوعه حملته زمرد واحتضنت وجهه تمسح دموعه قبل أن تأخذ حليبه وتجلس على السرير لتطعمه سكت الطفل وتناول حليبه بجوع ابتسمت بخفة على مظهره ومع انشغالها فتحت ذات العيون الخضراء عيونها بكسل ثم قالت بنوم بينما تعتدل جيتي 
رفعت عيونها وأومأت لها قائلة جيت يا سناء هانم بزمتك في أم

تنام وتسيب ابنها بعيط 
حدقت بها ونفخت وجنتيها المكتنزة بضيق في حين تشير إلى طفلها بانزعاج وبعدين يا زمرد الكائن دا حارمني من الحاجة الحلوة الوحيدة في حياتي وهي النوم 
حدقت بها بتهكم وقالت ساخرة لا بتتعبي آوي 
تنهدت بضيق وقالت بعد أن اقتربت منها زمرد عايزة اشتغل تعبت من القعدة 
نضرت لها ورفعت حاجبها بضيق وقالت والولد تسيبيه فين 
ابتسمت قائلة الحضانة ناخد بيت أنا وأنتي نعيش فيه ونشتغل ويوسف أسيبه في الحضانة 
حدقت بها بغيض وقالت من عيوني البيت دا نجيبه من فين يا ذكية زمانك لا أنتي ولا أنا معانا أوراق 
تنهدت بإحباط وقد ضهرت ملامح الأسى على وجهها وقالت بضيق والمفروض نعمل إيه لحد أمتي نبقى عايشين في الملجأ بالسر وأنتي بتنامي في الشارع
زفرت زمرد وقالت بتفكير ألاقي حل ولا يهمك 
أومأت لها بإيجاب فقالت سناء بمشاغبة زيزو شيل الطاقية من على دماغك كادت أن ټقتلها من شدة غيضها لكنها فاجأتها بعد أن أبعدت القبعة عن رأسها لتسقط خصلات شعرها العسلي القصير المموج أكمل الصغير حليبه وابتسم على شعر من تحمله ليجذبها منه بقوة صړخت بغيض وأبعدته بيديها تحمله من قدمه تقلبه رأسا على عقب وحدقت بوالدته بشړ ماشي يا شبر ونص إلى تعمليه أنت يكمله ابنك ضحكت سناء بقوة على فعل ابنها قبل أن تقول عيب يا زيدان دا أنا ست وعلى قد حالي حدقت بها زمرد بذهول وما هي إلا ثوان حتى وضعت الصغير على الأرض 
رغما عنها تركتها زمرة التي ضحكت بأعلى صوتها و شاركتها سناء كدلك ارتمت كل واحدة منها على السرير تضحك بقوة وبالكاد تلتقط أنفاسها ابتسمت سناء بينما تنظر للصقف بحبك يا
زمرد 
ابتسمت زمرد قبل أن تعتدل وتستقيم من مجلسها وقالت بهدوء وانا بحبك يا سناء ثم حملت يوسف وقالت ممازحة وبحب يوسف ابتسمت سناء واستقامت مدت لها زمرد بابنها وقالت هروح ورايا مشوار افطري وخدي بالك من الأولاد أومأت لها بإيجاب وقالت بامتنان شكرا يا زمرد ابتسمت لها وغادرة بينما أمسكت سناء ابنها وقالت بلطف تعالى نفطر ونغلس على الأولاد ابتسم لها بود قبل أن تخرج من غرفتها
جلست على ركبتيها أمام قبر والدتها احتضنت تربتها كأنها تضمها سقطت دموعها بقوة وقالت بضعف وحشتيني يا صابرة وحشتيني يا أمي أنا كل يوم يفتكرك وبدعيلك بالرحمة مش ناسياكي وعمري ما أنساكي تعرفي أنا بقيت مسؤولة عن ولإد كثير الله وكيلك مرات بيتهد حيلي بس لازم أكمل مش عايزة البنات دول يحصل فيهم إلى حصل فيا زمان 
عارفة يا صابرة أنا متابعة أخبار راسخ وحدة بوحدة بنته كبرت وابنه كمان بحبهم كثير كل سنة بياخدوا صورة عائلية وبتنتشر في الجرائد اليوم عيد ميلاد بنته خلود كملت اثناشر سنه زي السن إلى طلعة فيه من البيت للشارع من غير أمان بس ولا يهمك بنتك كبرت وطلعت قدها . راسخ اختار مايسين حتى اليوم نفسه إلى ولدت فيه أنت سبتي الدنيا بسببه هو ومراته وبنته دي وربنا الغالي تعيش عشان أشوف فيه يوم زي اللي عمل فينا حرمنا من بعض فضل بنته عليا كنت فاكره بس عشان فارس ولد طلع المشكلة أني بنت صابرة
ثم أردفت بتساؤل مزق قلبها لأشلاء ماما ليه بابا مش بحبني ! إيه دنبي ! والله أنا كنت محتاجة حنانه وحبه ليا عمره ما كان أب ليا كان أب لأولاد مايسين بس حرمني من أبسط حق وجمد قلبه وسابني أطلع للشارع وحدي في نص اليالي طفلة مش فاهمة الحياة 
مسحت قطرات دموعها بضعف وقالت أنا ديما محتاجة ليكي يا صابرة محتاجة حضنك أسند رأسي على صدرك بحبك يا صابرة وعمري ما أبطل أحبك كانت كل كلمة تخرج من لسانها ترافقها قطرات دموعها الفتاكة ضلت تبكي على فقدانها والدتها كأنها ماټت الآن خالجها إحساس الضعف والوحدة والخۏف شعرت أنها تلك الفتاة الصغيرة الضائعة في غابة مضلمة فاقدة لإحساس الأمان حتى كادت أن تختنق من ألم فؤادها الذي ضاق بها شعرت بيد تربت على شعرها حدقت نحو المصدر ابتسمت باتساع بعد أن ظهر خيال والدتها يواسيها احتضنتها بقوة تبكي على فراقها شعرت بها تمرر يداها بحنان على ظهرها وتمسح دموعها تبث بها الطمأنينه شعرت بقبلة والدتها على رأسها تأنس وحدتها
آفاقها من خيالها صوت سقوط مفاتيح على الأرض استوعبت نفسها ومكانها شعرت بالحزن أنها كانت تتخيل فقط ألقت نضرة حانية على قبر والدتهاو استقامت مغادرة تحمل طعن الفراق وألما حادا شديدا بالوجدان
كان يوسف يتقدم نحو القپر وهو يتفحص دالك الشاب الذي يجلس بجانب القپر ويوليه ضهره دون أن ينتبه سقطت مفاتيحه انحدر يوسف يلتقطها من على الأرض ثم رفع عيونه

انت في الصفحة 5 من 37 صفحات