((انتي بتاخدي الحبوب دي))
تراه غريب الأطوار.. لم تتعامل معه قط ولم تقترب منه أبدا بسبب وجود زوجها الذي كان يحذرها دائما وبسبب أنه لم يكن يهمها في ذلك الحين
وضاق على قلبها وهي تفكر في نكستها وكسرتها التي مرت بها أسفل يده القاسېة كيف لها أن تترجاه بكل سهولة وتبكي أمامه أن يتركها للرحيل! ولكن لم يكن هناك مفر آخر منه فهو كان كالۏحش الكاسر.. كانت يده قد اتسخت بق تل أحد من قبلها بلحظات فما الذي كان سيفعله بها..
كيف ستجعله يتخلى عن فكرة الزواج بها وكيف ستخرج من الجزيرة معافاة هي وشقيقتها وابنتها الصغيرة فهو نالها بين مخالبه وعلم كيف يسلخ جسدها وهي في أحضان عڈابه..
لم تعتاد يوما على الاستسلام ولن تعتاد عليه لن تترك نفسها لق اتل مثل هذا لن ټدفن حياتها ومستقبلها بالزواج من رج ل عصابات والعيش على جزيرة متوارية عن الأنظار هاربة من الأحكام بسبب ما يفعلوه عليها..
وآخر نفس يخرج منها ستظل ترفض كل ما يعرض عليها منه وستظل تعترض إلى أن ترحل ويتركها تبتعد..
ليس أمامها أي خيار غير أن ترفض عرضه بالزواج منها وتقاوم تهديده وخۏفها اللعېن على شقيقتها وابنتها.. أو ترضخ بعد أن يفعل ما هدد به
وفي كلتا الحالتين لن تتركه ينعم بحياته ويسير بين الناس رافعا رأسه عاليا ينظر إليهم بتفاخر وشموخ وهو قات ل ورجل لا يؤتمن.. لن تتركه يستمر في فعل هذه الأشياء وستقلب هذه الجزيرة رأسا على عقب وسيكون هو أول المتضررين ولو بعد مئة عام..
أومأت إليها للأمام برأسها ووضعت يدها اليمنى على جسدها تضمها إليها قائلة بهدوء بعد أن عادت إلى طبيعتها تاركة كل ما حدث خلف ظهرها من أجل ابنتها
هنام أهو يا وعد
رفعت الصغيرة وجهها إليها مغمضة العينين والنوم يغلبها ثم قالت
تيته بتقولي إننا مش هنسافر تاني خالص يا ماما وهنفضل هنا على طول
أنتي عايزة ايه نرجع ولا نفضل هنا
أخفضت وجهها إلى جسد والدتها وشددت عليها بيدها وهتفت ببراءة وهي تغمض عينيها
نرجع أكيد ونبقى نيجي هنا كل إجازة نزور تيته علشان حبيتها أوي
نيران ملتهبة تشتعل داخل صدرها ټحرق الأخضر واليابس به تشعرها بأن الهروب من الجزيرة عبر المياة هو الحل الأمثل لتخمد نيران صدرها بعد توهج الحريق المشتعل..
واختفت تماما عن أعين الكاميرات بعد أن خرجت للخلف من الباب الخلفي الموجود بالمطبخ الأرضي..
وقف ت قب الته تتغ نج وتت مايل بج سدها وهي تستمع إلى حديثه الذي يخرج بلهفه ماكرةضيق ما بين حاجبيه بجدية يتابع نظراتها نحوه متسائلا
اشاجت بيدها بهمجية وهي تصيح به بصوت عالي سرعان ما اخفضته
أنت هتستهبل.. أخت زينة الست إسراء
أدرك بعد حديثها سبب خروجه من فمها فصاح يقت رب واض عا ي ده على ذراع ها ين ظر إلي ها برغ بة قاټل ة خبي ثة
أنتي هبلة يا فرح إسراء مين دي اللي ابصلها اومال أنتي ايه بطلي هبل دا أنتي الأصل والحب كله
دفعت يده من على ذراعها وتلوت أمامه وهي تكذب حديثه قائلة بضيق وانزعاج
كداب شيفاك بعيوني دول واقف معاها وعايز تفتح كلام وعينك هتخرج بره وتنط جوا هدومها
دي عيلة.. إنما أنتي قلبي من جوا وبعدين وحياتك عندي ما بصتلها
تابعته بتمعن ونظرات عينيها تخترق تعابيره وتفوهت قائلة بخبث يماثله
ما بلاش كدب البت حلوة بردو
عاد للخلف يرفع يده الاثنين لأعلى مؤكدا على حديثها وهو يبتسم بلا مبالاة وبرود
الصراحة آه هي حلوة وزي القمر ومنزلش منها الجزيرة اتنين
وجدها اعتدلت في وقفتها التي تتغنج بها أمامه ووقفت مستقيمة بعد أن تغيرت ملامح وجهها الجدية والضيق الذي بدا عليها بوضوح فصاح سريعا
يصحح ما قاله لها يتلوى في الحديث معها
بس بردو أنتي اللي في القلب.. لما القلب يشوف العين تعمى
ضيقت عينيها عليه وهي تعلم أنه كاذب وأردفت تكمل على حديثه ببغض
يالهوي على كدبك اللي ملوش آخر
ابتسم ببرود وتابع بعينيه جسدها من الأعلى إلى الأسفل وتطاولت يده ومدها ناحيتها في منطقة محظورة يهتف
سيبك من كدبي.. وحشتيني أوي أوي
ابتسمت متغاضية عن كل ما تم بينهم من حديث لاذع يعذب القلوب العاشقة ولكنهم كانوا قلبين لاثنين لا تحركهم إلا رغبتهم
وأنت كمان وحشتني
صاح بضيق وانزعاج ظهر في حديثه وهو يسير بيده على جسدها دون خجل
طب ايه مش هنتقابل بره ولا ايه أنا زهقت إحنا عاملين زي الحرامية اومال لو مش متجوزين يا فرح
أجابته بجدية تشرح له الأمر كيف يتم مع والدتها بصعوبة
أنت عارف اللي فيها أخرج أنا بأي حجه تقدر تقولي أمي بتعمل تحقيق قبل ما أطلع من بوابة القصر ولو قولت رايحه عند حد من صحابي بتكلمني هناك تسأل عني ده غير الحرس اللي يلازمني
أبتعد بيده ونظر إليها بجدية متسائلا
شاكه فيكي ولا ايه
أومأت إليه بالنفي قائلة بدلال وصوت ناعم خاڤت
لأ خاېفة عليا
تفوهت بالحديث مرة أخرى بدلال أكثر من السابق تتمايل أمامه وهي في الأساس تقف لا تتحرك
لأ استحمل شوية كمان بس واوعدك نتقابل في أقرب وقت
تحدث بجدية
أما نشوف.. قوليلي مافيش جديد عندكم
سألته باستفهام لتستطيع الإجابة عليه
جديد زي ايه
أشار بعينيه ناحية القصر وشفتيه تتحرك مستفهمة عن زوجة شقيقها الراحل
مرات أخوكي
صاحت بجدية شديدة وهي تقص عليه سبب قدومها إلى هنا
أسكت مش طلعت جاية تاخد الميراث بتاعها هي وبنتها أنا قولت بردو الجية دي وراها حاجه مش معقول جاية تزورنا
عاد للخلف خطوة ووقف مستقيما أمامها وتحدث بجدية مثلها
وهتاخد
استنكر ما تقوله بشدة فصاح يقترب منها
بتقولي ايه
أكملت بجدية شديدة متأكدة من حديثها تقصه عليه بوضوح دون خوف أو عدم ثقة
حرك رأسه
مستنكرا باندهاش يقول بغرابة ومكر
أخوكي ده شيطان
ابتسمت ساخرة من حديثه تكمل عليه قائلة بتهكم واضح
وأنت ايه يا حلو ما أنت زيه ونسخة منه..
أومأ إليها ضاحكا
معاكي حق بردو
أقت رب من ها يدف عها للخ لف لت ستند على الح ائط وت قدم ليلت صق ب ها لا يف صل والنجوم والبشر غافلين عما يفعله الظالمين الذين تحركهم رغباتهم وتلك النشوة القابعة داخل قلوبهم وعقولهم تحركهم بأي إتجاة وفي أي طريق باحثين عن طريق الحړام وإن كان أمامهم الحلال والنور تكاسلوا ليبحثون عن الظلام الدامس بعيد عن الأعين والألسنة لتتكوم السيئات فوق بعضها البعض ويتجمع العڈاب إلى يوم الحساب..
كانت إسراء قلقت في نومها فاستيقظت وبقيت قليل من الوقت في الغرفة منها إلى الشرفة ولم.
هبطت إلى الأسفل وخرجت إلى الحديقة وفي يدها الهاتف المحمول الخاص بها جلست قليلا تحاول الوصول إلى شبكة الإنترنت هنا ولكن لا فائدة
نفخت الهواء من فمها بملل قابعة داخله العصبية بسبب عدم توافر أي شيء تريده هنا نظرت إلى اليمين واليسار تتابع الحراس الذين باتوا يعرفونها وباتت تشعر بالأمان قليلا فلا حرج أن تجولت في الحديقة ولا خوف.. وقفت تسير على قدميها ترفع الهاتف إلى الأعلى في محاولة منها لإرسال واستقبال الرسائل ولكن إلى الآن كل هذا دون جدوى..
وصلت إلى الخلف ووقفت جوار حائط القصر في الناحية اليسرى تنفخ الهواء مرة أخرى بعصبية وصاحت قائلة بصوت عالي
يوه ايه المكان ده بس ياربي معقوله حتى الشبكة مش موجودة..
استمعت إليها فرح وهو معها وقع قلب الاثنين على الأرض أسفلهم خوفا من تقدمها أكثر إلى الخلف وتراهم سويا في هذا الوضع في الخفاء ليلا خلف القصر!..
دفعها سريعا لتعود إلى الداخل من باب المطبخ الذي يبتعد خطوات ووقف هو لحظات يحاول أن يستجمع شتات نفسه..
استدارت إسراء مرة أخرى مقررة العودة ومحاولة النوم.. ولكنها وقفت في محاولة أخيرة منها لكي تقضي على ذلك الملل الذي يلازمها منذ أن أتت..
وجدت من يضع يده أعلى كتفها من الخلف يهتف بصوته الرجولي المميز
بتعملي ايه هن
عاصم!
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_السادس
ندا_حسن
أتى المستحيل الذي هددها به لازت بالفرار وانتهت روايتها مع عائلة العامري
نظر إلى عيونها الزرقاء وتابع بعينيه هو البحث في ملامحها النظر إلى شفتيها التي هتفت اسمه برقة لا مثيل لها وكأنه قطعة من قماش الحرير لمسه الهواء والهوى بكل رقة ونعومة..
أومأ إليها برأسه للأمام يؤكد أنه هو
آه عاصم
وجدها تنظر إليه ببلاهة ولم تتحدث فأردف مرة أخرى يسألها
بتعملي ايه هنا دلوقتي
نظرت إلى الهاتف بيدها ثم إليه وتحدثت بصوت خاڤت والملل يتأكل منها
أصل بصراحة الدنيا ملل أوي هنا والجزيرة مافيش فيها شبكة نزلت اتمشى في الجنينة أحاول أجمع شبكة
ابتسم وهو يتابع ملامحها المنزعجة وكأنها طفلة فاقدة أصدقائها الذي تلعب معهم قال بجدية
الجزيرة فيها شبكة في كل مكان على فكرة اومال احنا بنتكلم إزاي
أكملت بعد حديثه موضحه له مقصدها وهي ترفع الهاتف أمامه
أقصد شبكة نت
أقترب خطوة بقدميه فأصبح جسده العريض أمامها يخفيها لمن نظر من خلفه
فيها كمان شبكة نت تحبي افتحهالك
نظرت إليه بسعادة متسائلة عن صحة حديثه
بجد ياريت أوي
أومأ إليها برأسه للأمام يهتف بصوته الرجولي المميز بالنسبة إليها بهدوء
حاضر
نظر حوله في الظلام الدامس في هذه المنطقة المتوارية عن بوابة القصر والقصر نفسه والحرس جميعا وقال لها بجدية بعد أن استقر بعيونه عليها من جديد
متبقيش تنزلي تحت في وقت متأخر كده
رفعت أحد حاجبيها الشقراء وتركزت بعينيها عليه تسائلة باستفهام
ليه
ضحك واتسعت شفتيه تبتعد عن بعضها ظاهرة من خلفها أسنانه وفي رأسه أشياء عديدة يعبث بها ليست هي من تعبث به
لمصلحتك
حركت رأسها بخفة وهي تنظر إليه لا تستوعب حديثه
مش فاهمه
ابتسم أكثر وهو يتابعها قائلا بجدية
أحسن بردو إنك مش فاهمه.. شكلنا هنبقى صحاب أوي
مرة أخرى تسأله بدون فيهم
اشمعنى
تحدث بغرور وعنجهية وهو يقترب منها برأسه قائلا
أصلي بحب العلاقة اللي أبقى أنا بس اللي فاهم فيها
ضيقت عينيها الزرقاء عليه واستنكرته وهي تهتف
متكبر!
ضحك هذه المرة بصوت مرتفع ينظر إليها وإلى تعابير وجهها الذي تثبت إليه في كل حركة منها أنها طفلة وليست فتاة ناضجة كما تدعي فتراجع عن حديثه قائلا
ياستي بهزر معاكي
نظرت إليه للحظات وهي تستنكر ما يفعله بحديثه أو حركاته التي تصدر عنه أردفت بجدية وهي تبتعد للخلف
طيب عن اذنك بقى
تمسك بيدها سريعا قبل أن ترحل وتسائل بلهفة غريبة عليه
رايحه فين
نظرت إليه وإلى يده التي تمسك بيدها فتنحنح هو وابتعد للخلف تاركا إياها فأجابته قائلة بجدية وهي تنظر إليه بعبث
طالعه.. مش قولتلي